من أنا

"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل للآخرة كأنك تموت غدا"

الأربعاء، 22 فبراير 2012

مُحاسبة النفس... (..و دع الخلق للخالق...)



المحاسبة طريق الصلاح،والاشتغال بتقويم النفس سبيل الإصلاح

والمحاسبة والتقويم يتطلبان عزيمة ومثابرة،وجدًّا ومصابرة

ومَنِ اشتغل بما لا يفيد انصرف عمَّا يفيد

والأمانة عظيمة،والمسؤولية جسيمة،والعمر قصير

وأعظم الربح حفظ الوقت،وخير الغنيمة محاسبة النفس.

وفي هذا الزمن تكاثرت المشكلات،وتكالبت المغريات والمُلهيات

فزاحمت الواجبات ونازعت الأولويَّات.

ومن الغريب في طبائع النفوس أنها تتلذَّذ وتسترسل في الخَوْض فيما لا يفيد

وتقطيع الوقت فيما لا ينفع،بل ما أسرعها في تتبع العَوَرات

والاشتغال بالعثرات،والانصراف إلى النقد غير البناء!

ولو تأملت وتفحصت لرأيت وأدركت أنه لا يهتم بالصغائر إلا الصغار

ولا يفتش عن المساوئ إلا البطَّالون .

وإن كثيرا من مشكلات الأمة ومآسيها والناس وآلامها ليست في شؤون السياسة

ولا في قضايا الاقتصاد،ولا في تسلط الأعداء

ولكنها في المسؤولية الخاصة على كل نفس

(إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)


وفي هذا كله تأملوا هذا الحديث العظيم؛ فهو مقياس الأدب، ودليل الورع

ومنهج المحاسبة، ومظهر التقويم والتقوى

عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))
. قال أهل العلم:

هذا الحديث أصلٌ عظيم من أصول تهذيب النفس وتزكيتها

وقد عدَّه بعضهم ثُلُثَ الإسلام

ولقد قالوا: "اجتمع فيه الورع كله"!؛ لماذا ؟

لأن تَرْك ما لا يعني لا تقوى عليه إلا القلوب السليمة والنفوس الزاكية

نفوس تنطوي سرائرها على الصفاء، فأصحابها في راحة

والناس منهم في سلامة.

ألا وإن من أخلاق دينكم التي يسمو بها بأفرادكم

ويحفظ بها مجتمعاتكم، ترك الاشتغال بما لا يعني

وهو خلق كريم، يدل على حسن إسلام المرء

وكلنا يسعى لأن يكون ذا إسلام حسن، وخلق رفيع.