من أنا

"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل للآخرة كأنك تموت غدا"

السبت، 25 فبراير 2012

(لست أرى السعادة جمع مال ... و لكن التقي هو السعيد ). ..كلام رائع ...


هي الأمور كما شاهدتها دولٌ *** من سره زمن ساءته أزمــان
إن التغير سنة ومبدأ إلهي في كل شيء مخلوق حتى في مشاعر بن آدم وهناك نوع من مشاعر بني آدم يطلبه كل إنسان
و يسعى لتحصيله ويبذل في سبيل الحصول عليه الغالي والنفيس والقليل والكثير إن هذا الصنف من المشاعر يسمى السعادة ؟؟!!
 وفي زماننا هذا صارت السعادة بعيدة المنال شحيحة المصادر، وكادت أن تتحول إلى ركب المستحيلات
 فظلال الاكتئاب تكسو وجوه الشباب الذين مازالوا في مقتبل العمر، وأمامهم آمال عريضة ، بل شاخت نفوسهم 
 وهرمت وأصبحوا حين يُسألون عن السعادة يتنهدون بأسى ويسألون من أين تأتي هذه السعادة؟!
والشيوخ تحطمت سعادتهم على صخور الزمن ولم يعد في نفوسهم إلا انتظار الأجل إلا من رحم ربي .

إن السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه ؛ صفاء نفس ؛ و طمأنينة قلب ؛ وانشراح صدر وراحة ضمير
ويبين لنا ديننا الحنيف أن هناك مضغة في أجسادنا لهذه المشاعر بينها محمد صلى الله عليه وسلم بقوله:
{ ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب }
 يصدق ذلك قوله جل وعلا  :
( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
فعلى مر الزمان والسنين احتار الناس في الحصول على السعادة واختلف الكثير في فهم معناها:
- فمنهم من قال السعادة هي في الصحة والأمن 
 و جمع الأموال ، و العلم والمكانة الرفيعة ..
 وإذا وسّعت مفهوم السعادة لرأيتها :عند الفقراء : الحصول على الثروة .
وعند المرضى : الامتثال للشفاء .
وعند العشاق : اللقاء و الوصال .
وعند الغرباء : العودة للوطن .
وعند السجناء : تحقيق الحرية من غياهب زنزانات السجون .
وعند المظلومين : الإنصاف والعدل .
- وعلى الوجه الأخر يوجد من يعتبر السعادة هي في الخروج عن أي رادع أو تعاليم دين أو أي حائل
 يمنعه من الحصول
 على لذاته و هواه وحده ، وفي هذا تشتت وتناقض في أعماق الإنسان قد يدفعه إلى الجنون
 أو إلى الانغلاق على النفس أو الانتحار نتيجة البعد عن دين الله تعالى وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ..
من مشاهد السعاده عند أهلها :
اختلف رجل مع زوجته .. . فقال : لأشقينك .
قالت : الزوجة في هدوء ، لا تستطيع .
قال لها : كيف من يمنعني من ذلك ؟
قالت له : لو كانت السعادة في مال لحرمتني منه ، أو في حِليّ لمنعته عني . ولكن لا شيء تمتلكه أنت ولا الناس . إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي وقلبي لا سلطان لأحد عليه إلا ربي .
هذه هي السعادة الحقيقية ... سعادة الإيمان ، ولا يشعر بهذه السعادة إلا من وجد حب الله في قلبه ،ونفسه ، وفكره .
يا لها من سعادة .. تسمو بالإنسان نحو الولوج في محبة العزيز الرحيم.


وصايا للسعادة؟؟!!
- لا تقلق بشأن ما ليس لك عليه من سلطان ... فالقلق يستحيل أن يحل مشكلة حلها ليس بيدك.
- لو كانت السعادة تعني الحياة بلا قلق , لكان المجانين هم أسعد الناس ..
- ( لا تعبر الجسر قبل الوصول إليه، و لا تبك على اللبن المسكوب ) .
- إذا أردت أن تعيش سعيداً خالي البال, فكن شجاعاً كالأسد, صبوراً كالجمل, نشيطاً كالنحلة , مبتهجاً كالعصفور .
- إذا لم تستطع أن تعمل ما تحب، فأحب ما تعمل، فإن السعادة أيضًا تتحقق حين يسعد الإنسان بما لديه حين يعجز عن الحصول على ما يتمنى.
ـ ماذا يعني إن أسأت التصرف في موقف ما أو أسأت لشخص من غير قصد وجانبك التوفيق في مشروع ما؟!عد لطبيعتك البشرية وتذكر أنك بشر قد جُبلت على الخطأ ولن تنفك عنه .
ـ إن الشخص الذي يتعاطى مع توافه الأمور وصغائر الأحداث بتوتر وانفعال يجني على نفسه جناية عظيمة، حيث إنه أقرب ما يكون إلى الشخص الذي يفتت نفسه جزءً جزءً ويسقيها السم القاتل قطرة قطرة حتى يستيقظ في ذلك اليوم وقد أفنى روحه واستنزف كل طاقته وعرضها للانهيار الكامل،لذا فإن الثمن الباهظ لأسر تلك الصغائر هو الحرمان من سحر الحياة وجمالها.
ـ إن الأحداث الماضية والاستغراق في الحديث عنها وإن كانت عظيمة فهي تصنف ضمن توافه الأمور.

ـ إذا أردت أن تتخذ من السعادة رفيقا فاتخذ من الأمس نصيحة ومن اليوم العمل ومن الغد الأمل في مستقبل أفضل وحياة أمثل ، ولا تنس الابتسامة فهي مفتاح السعادة، وتذكر أننا لن نستطيع الشعور بالسعادة إلا إذا قررنا ذلك.




أوصي أحبتي في الله جميعا بثلاث نصائح :-
- طاعة الله ورسوله في المنشط والمكره و البعد عن معاصيه سرا وعلانية.
- التفاؤل في الحياة والبعد عن اليأس فالأمور بيد المولى جل في علاه ومواجه مصاعب الحياة بصبر وحكمة .
- الإهتمام بصحة الروح بالطاعات والبعد عن الضغوط النفسية والبدن بالطعام الصحي والرياضة .



أشكر ربي على نعمه وجليل إحسانه
 ثم أشكرك أيها القاريء وأبتهل إلى ربي
أن يُمتعك بصحتك ويسبغ عليك سعادتك ما حييت ويختم لك بالنظر إلى وجهه الكريم
بصحبة محمد الأمين صلى الله عليه وسلم .
اللهم إنا نسألك عيش السعداء .. وموت الشهداء .. والحشر مع الأتقياء .. ومرافقة الأنبياء ..
قال تعالى :( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا )