من أنا

"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل للآخرة كأنك تموت غدا"

الاثنين، 13 فبراير 2012

الدنيا دار ابتلاء



كرب الزمان وفقد الأحبة خطب مؤلم, وحدث مفجع, وأمر مهول مزعج
 بل هو من أثقل الأنكاد التي تمر على الإنسان نار تستعر
وحرقة تضطرم تحترق به الكبد ويُفت به العضد
 لكن مع هذا نقول:
فلرب أمـر محـزن    ***    لك في عواقبه الرضا
ولربمـا اتسع المضيق  ***     وربما ضاق الفضـا

(لو استخبر المنصف العقل والنقل لأخبراه أن الدنيا دار مصائب وشرور
 ليس فيها لذة على الحقيقة إلا وهي مشوبة بكدر, فما يُظن في الدنيا أنه شراب فهو سراب
 وعمارتها وإن حسنت صورتها خراب
والعجب كل العجب في من يده في سلة الأفاعي كيف ينكر اللدغ واللسع؟!)

ولولا مصائب الدنيا مع الاحتساب لوردنا القيامة مفاليس كما قال أحد السلف.
ثمانية لا بـد منها على الفتى    ***   ولا بد أن تجري عليه الثمانية
سرور وهم, واجتماع وفرقة     ***   وعسر ويسر, ثم سقم وعافية

فلنقف مع آيات من كتاب الله عز وجل، وفي ثاني سور القرآن الكريم
 وكفى بها واعظاً، وكفى بها مسليةًً، وكفى بها كاشفةًً للكروب، ومذهبة للهموم.
قال الله تعالى:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155}
 الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156}
 أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} علاج من الله عز وجل لكل من أصيب بمصيبة دقيقة أو جليلة
بل إنه أبلغ علاج وأنفعه للعبد في آجله وعاجله

اصـبر لكـل مصيبة وتجلـدِ   ***   واعلم بأن المـرء غير مخلـــد
أو مـا ترى أن المصـائب جمة   ***  وتـرى المنية للعبـاد بمـرصـد
من لم يصب ممـن ترى بمصيبة   ***   هـذا سبيل لسـت عنه بأوحـد
فإذا ذكرتَ محمـداً ومصـابه  ***   فاجعـل مصابك بالنبي محمــدِ