في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة جاء ذكر عجب الذنب
على أنه الجزء من الجنين الذي يخلق منه جسده، والذي يبقى بعد وفاته وفناء جسده
ليبعث منه من جديد، فقد أشار المصطفى (صلى الله عليه وسلم)
إلى أن جسد الإنسان يبلى كله فيما عدا عجب الذنب
فإذا أراد الله تعالى بعث الناس أنزل مطرا من السماء فينبت كل فرد من عجب ذنبه
كما تنبت البقلة من بذرتها.
وفي رواية لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)أنه قال:
{يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه، قيل:
وما عجب ذنبه يا رسول الله؟ قال:مثل حبة خردل منه نشأ}
وقيل: "إن في الإنسان عظمًا لا تأكله الأرض أبدا، فيه يركب يوم القيامة. قالوا:
أي عظم هو يا رسول الله ؟ قال:عجب الذنب"
وثبت أن هذا الشريط الأولي يندثر فيما عدا جزءا يسيرا منه
يبقى في نهاية العمود الفقري (العصعص)
وهو المقصود بعجب الذنب في أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وإذا مات الإنسان، يبلى جسده كله إلا عجب الذنب
الذي تذكر أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أن الإنسان يعاد خلقه منه بنزول مطر خاص من السماء
ينزله ربنا (تبارك وتعالى) وقت أن يشاء فينبت كل مخلوق من عجب ذنبه
كما تنبت النبت من بذرتها
وقد أثبت مجموعة من علماء الصين في عدد من التجارب المختبرية
استحالة إفناء عجب الذنب (نهاية العصعص) كيميائيا بالإذابة في أقوى الأحماض
أو فيزيائيا بالحرق، أو بالسحق، أو بالتعريض للأشعة المختلفة
وهو ما يؤكد صدق حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم)
الذي يعتبر سابقة لكافة العلوم المكتسبة بألف وأربعمائة سنة على الأقل
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال هام مؤداه:
لماذا تعرض المصطفى (صلى الله عليه وسلم)
لقضية علمية غيبية كهذه في زمن لم يكن لمخلوق علم بها؟
ومن أين جاء هذا النبي الخاتم والرسول الخاتم بهذا العلم لو لم يكن موصولا بالوحي
ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض؟
وللإجابة على ذلك نقول بأن الله تعالى يعلم بعلمه المحيط
أن الإنسان سوف يصل في يوم من الأيام إلى معرفة مراحل الجنين
وسوف يستبين دور الشريط الأولي الذي من بقاياه، عجب الذنب
في تخليق جسد الجنين فألهم خاتم أنبيائه ورسله النطق بهذه الحقيقة
ليبقى فيها من الشهادات على صدق نبوته، وصدق رسالته، وصدق تلقيه عن الخالق سبحانه وتعالى
ما يبقى موائمًا لكل زمان ولكل عصر، ولما كان زماننا قد تميز بقدر من الكشوف العلمية
والتطورات التقنية التي لم تتوفر – فيما نعلم – لزمن من الأزمنة السابقة
فإن مثل هذه الإشارات العلمية في كل من كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)
تبقى لغة العصر وخطابه، وأسلوب الدعوة إلى دين الله الخاتم الذي لا يرتضي من عباده دينا سواه
فلا يمكن لعاقل أن يتصور مصدرًا لهذه الحقيقة العلمية من قبل ألف وأربعمائة سنة
غير وحي صادق من الله الخالق؟؟!!
فسبحان الذي خلق فأبدع، وعلم فعلم، وأوحى على خاتم أنبيائه ورسله بالحق
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين.
هذا والله أعلم